كيف تساهم المهندسات الزراعيات في إثيوبيا في تعزيز المساواة بين الجنسين
كيف تساهم زراعة القهوة في تمكين المرأة الأثيوبية
تقوم كيبيبوشي فيسا في قرية هونكوتي الأثيوبية بتعليم أحد المزارعين كيفية تجذيب أغصان شجر البن لتنمو بوتيرة أسرع. ويستمع المزارع بانتباه شديد لتوجيهات كيبيبوشه في كل كلمة تقولها. من النادر أن يكون لامرأة أثيوبية هذا المقدار من التأثير في عملية إنتاج القهوة، ولكن زمن السيطرة المطلقة للذكور قد تغير.
كيبيبوشي مهندسة زراعية ضمن مجموعة من 79 مهندسا زراعيا يعملون مع نسبريسو في إثيوبيا لدعم الأنشطة الزراعية لأكثر من 40 ألف مزارع. تستطيع المهندسـ/ـة الزراعيـ/ـة أن تبني علاقات وثيقة مع عائلات مزارعي القهوة وأن تزورهم باستمرار لتقديم التدريب والخبرات اللازمة في قطاف البن، وإدارة التربة وتسميدها على سبيل المثال، مما يؤدي إلى تحسين نوعية القهوة. وتشكل المهندسات الزراعيات نسبة 35% من المهندسين الزراعيين الذين يعملون مع نسبريسو.
تبدو نتائج الإحصاءات إيجابية ومشجعة. فعلى الرغم من أن المرأة تلعب دوراً كبيراً في المزارع الصغيرة، ومن ضمنها مزارع البن، إلا أنه غالباً ما يتم استبعادها من المشاركة أو اتخاذ القرارات المهمة وهي دائماً ما تحصل على أجر أقل مقارنة بالرجل.
يشمل الفريق العامل في تكنوسيرف، شريك نسبريسو في إثيوبيا، على مهندسات زراعيات حيث تقوم تكنوسيرف بدعم المهندسات في عملهن وفي إدارة المزارع، في حين يعزز ذلك في الوقت نفسه من المساواة بين الجنسين. تعمل نسبريسو مع المهندسات الزراعيات في تكنوسيرف منذ عام 2006 كجزء من برنامج AAA للجودة المستدامة من نسبريسو.
تقول مفذي تيديسي مديرة تكنوسيرف في إثيوبيا: "تشير إحصاءات سابقة إلى أن المرأة تقوم بـ75% من العمل الذي ينجز في كافة مراحل سلسلة القيمة للقهوة، في حين تحصل على 43% فقط من دخل زراعة القهوة."
وتضيف: "لذلك يكمن التحدي الذي نواجهه في أنه كلما ارتفعت قيمة سلسلة التوريد أكثر من حيث الإيرادات، كلما أصبح الدخل أعلى للرجل. تساهم المرأة بالكثير من العمل من حيث الزراعة والقطاف وإدارة المحصول، ولكن عندما يتعلق الأمر بالجانب التجاري من القهوة تصبح المهمة بيد الرجل حصراً."
تقوم المرأة الأثيوبية بـ75% من العمل الذي ينجز ضمن كافة مراحل سلسلة القيمة للقهوة، في حين تحصل على 43% فقط من دخل زراعة القهوة.
بالإضافة إلى تدريب النساء لتصبحن مهندسات زراعيات، تقوم تكنوسيرف بتمكين المرأة لتتبوأ أدواراً قيادية في تعاونيات إنتاج البن. ولزيادة مشاركة المرأة، وجد برنامج AAA للجودة المستدامة من نسبريسو أنه من المهم إشراك الرجل أيضاً في هذا البرنامج. حيث يتم، على سبيل المثال، تشجيع الأزواج على إحضار زوجاتهم إلى الدورات التدريبية لأن النساء غالبا ما يشعرن بمزيد من الراحة في تلقي التدريب عندما يكنّ مع أزواجهن. نجحت هذه الاستراتيجية وارتفعت مشاركة المزارعات من 1% إلى أكثر من 30% في المنطقة.
النتائج الجيدة لمحاصيل القهوة لم تنحصر فقط عند أراضي المزارعين الذين تلقوا التدريب على يد المهندسة الزراعية كيبيبوشي، بل كان التطور ملحوظاً في محصول كيبيبوشي كذلك.
تقول المهندسة كيبيبوشي التي تعيش في قرية هونكوتي: "نشأت في منطقة تنتج البن إلا أنني لم أتلق تدريباً على إدارة الأراضي الزراعية. لكن، وبسبب التعليم الذي تلقيته والمال الذي أكسبه كمهندسة زراعية في برنامج AAA للجودة المستدامة من نسبريسو، توسعت مساحة أرضي وأصبح إنتاجها أفضل. أنا سعيدة لأنني ولدت هنا، والآن أقوم بتعليم زراعة القهوة للعائلات في القرية."
العدد الكبير من المهندسات الزراعيات في إثيوبيا ليس السبب الوحيد الذي يجعل لها مكانة خاصة لدينا، بل تعدّ أثيوبيا كذلك الموطن الأصلي لقهوة أرابيكا.
يقوم العديد من المزارعين حالياً بزراعة البن في حدائقهم، كما يمكن العثور على الشجرة في الطبيعة في أراضي البرية المتنامية. لذلك فكرنا في إعداد خلطة خاصة كتحية للبن الإثيوبي وأطلقنا عليها إسم بوكيلا كا إثيوبيا. يمكنم معرفة المزيد عن هذه الخلطة هنا.